من المهم أن نعلم أن المسلم بحاجة ماسة إلى كل عمل صالح يقربه إلى الله تعالى، وذلك لينجو من عذاب النار ويفوز بجنة الرحمن.
أحب الأعمال إلى الله
الدين الإسلامي هو دين عظيم يمكن كل فرد من الاقتراب إلى الله تعالى من خلال الأعمال المحببة له جل وعلا. وقد ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم:
- عن عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه – قال:
- (سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الأعمال أحب إلى الله؟ فقال: الصلاة على وقتها. قلت: ثم أي؟ قال: ثم بر الوالدين. قلت: ثم أي؟ قال: ثم الجهاد في سبيل الله. قال: حدثني بهن ولو استزدته لزادني).
- إليكم أيضًا عرضًا مفصلاً لبعض الأعمال الصالحة التي تقرب المسلم من الله تعالى.
ولا تفوتكم قراءة مقالنا حول:
أداء الصلاة في وقتها
- الصلاة تظل من أهم العبادات التي ينبغي علينا أداؤها في وقتها وبالشكل الذي يرضي الله سبحانه وتعالى.
- عندما يؤدي المسلم الصلاة في وقتها، فهذا يعكس حرصه على أداء ما أوجبه الله عليه.
بر الوالدين
- هذا العمل يعتبر من الأعمال العظيمة التي لها ثواب كبير، حيث وضح الله سبحانه وتعالى فضله في القرآن الكريم.
- دائمًا نجد في القرآن آيات تحثنا على إفراد الله وعدم الشرك والإحسان إلى الوالدين، حيث يقول تعالى: (وَاعْبُدُوا اللَّـهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا).
- كما جاء في قوله: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا: فَلَا تَقُل لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا).
- وكذلك قوله تعالى: (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا).
تعلم وتعليم القرآن
- القرآن له فضل عظيم وأجوره مضاعفة، وقد وردت عدد من الأحاديث التي تحث على تعلم القرآن وتدبره.
- أيضاً تعكس أهمية القرآن الكريم ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم:
- (إنَّ للَّهِ أَهْلِينَ منَ النَّاسِ، قيل: يا رسولَ اللَّهِ، من هُم؟ قالَ: هم أَهْلُ القرآنِ، أَهْلُ اللَّهِ وخاصَّتُهُ).
- تعلم القرآن وتعليمه يجلب للإنسان مكانة رفيعة في الدنيا والآخرة.
الدعوة إلى الله
- تعتبر هذه المهمة من الأعباء العظيمة، فالذي يحمل هم الرسالة ويبلغها يعد من أعظم الأعمال، وهذا واجب على المسلمين.
- تتطلب الدعوة إلى الله داعية متعلماً بأمور الدين، حتى يستطيع توصيل الرسالة بأسلوب فعّال.
- يؤكد أيضًا أن الدعوة من أحب الأعمال إلى الله تعالى، فقد جاء في كتابه العزيز:
- (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّن دَعَا إِلَى اللَّـهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ).
اقرأ المزيد عن:
مساعدة الناس ونفعهم
- تعد منفعة الناس من الأعمال التي تقرب العبد إلى الله تعالى، ومن واجبنا أن نساند بعضنا البعض ونقدم المساعدة في أي وقت.
- كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يدل على أن مساعدة الآخرين من أحب الأعمال، حيث قال: (أحب الناس إلى الله أنفعهم، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم أو تكشف عنه كربة أو تقضي عنه دينا أو تطرد عنه جوعاً، ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إليَّ من أن أعتكف في المسجد شهراً، ومن كف غيظه ستر الله عورته، ومن كظم غيظاً ولو شاء أن يمضيه أمضاه، ملأ الله قلبه رضا يوم القيامة).
ما هو العمل الصالح؟
- يجدر بالذكر أن العمل الصالح هو العمل الذي يكون خالصاً لوجه الله تعالى.
- ولا يسعى الإنسان من خلاله إلا لرضا الله عنه.
- أيضًا، ينبغي أن يكون العمل الصالح وفقًا للشرع وقد فعله الرسول صلى الله عليه وسلم.
- وعلى المسلم أن يتجنب البدع في العبادة.
- العمل الصالح يمنح الإنسان الثواب والأجر والرفعة في الدنيا والآخرة، كما قال الله تعالى:
- (فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا).
كيف يقبل العمل الصالح؟
من المهم أن نعرف أن العمل الصالح حتى يقبله الله تعالى يجب أن يتوافر فيه شروط معينة، منها:
- الإخلاص لله تعالى وعدم الشرك به، وهذا ما أكده حديث النبي صلى الله عليه وسلم:
- (قالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وتَعَالَى: أنا أغنى الشرَكاء عن الشرك، مَن عمل عملاً أشرك فيه معي غيري، تركته وشركه).
- كما يجب أن يكون العمل متبعًا لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم وليس شيئاً مبتدعًا، حيث يقول الله تعالى:
- (وَمَن أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّـهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ).
أحب الأعمال إلى الله في العشر الأوائل من ذي الحجة
- ثبت عن النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) أنه قال: “ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام” يعني العشر الأوائل من ذي الحجة. قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: “ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء.” (رواه البخاري)
- تشمل الأعمال المحببة: الصلاة، الصيام، التصدق، قراءة القرآن، والذكر. ومن الأعمال المفضلة أيضاً الأضحية، خاصةً في اليوم العاشر من ذي الحجة.
عبادة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)
- كان النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) يكثر من العبادة والصلاة في الليل، وكان يصوم الاثنين والخميس، ويطبق السنة النبوية في كافة جوانب حياته، من الأخلاق إلى العبادة.
- كان النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) يوجه الصحابة إلى الأعمال الصالحة التي تُقربهم إلى الله، ويدعوهم للإكثار من الذكر، والصدقة، وصلة الرحم.
أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل
- عن عائشة (رضي الله عنها) قالت: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): “أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل.” (رواه البخاري ومسلم)
- يشير هذا الحديث إلى أن الاستمرار في العمل الصالح، حتى وإن كان قليلاً، يعتبر أحب إلى الله من الأعمال الكبيرة التي قد لا تستمر. الاستمرارية تُعزز من العبادات وتحافظ على الإيمان حيًا.
سبب اختلاف أجوبة النبي في أحاديث أحب الأعمال إلى الله
- قد يختلف جواب النبي (صلى الله عليه وسلم) تبعًا للموقف أو السائل، حيث كان يُجيب حسب سياق السؤال وأهمية العمل في ذلك الوقت.
- كان النبي (صلى الله عليه وسلم) يُعلم الناس وفقًا لاحتياجاتهم وظروفهم، ويمكن أن تختلف الإجابة بحسب السياق الذي يُطلب فيه العمل الأفضل في وقت معين.
أحب الأعمال إلى الله يوم الجمعة
- من الأعمال المحببة في يوم الجمعة: قراءة سورة الكهف، الإكثار من الصلاة على النبي (صلى الله عليه وسلم)، التوجه مبكراً إلى الصلاة، والدعاء.
- قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): “في يوم الجمعة ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي يسأل الله شيئاً إلا أعطاه إياه.” (رواه البخاري)
أحب الأعمال إلى الله في شعبان
- عن عائشة (رضي الله عنها) قالت: “كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يصوم حتى نقول: لا يفطر، ويفطر حتى نقول: لا يصوم، ولم أره صام شهراً من الشهور كلها إلا رمضان، وكان يصوم شعبان كله.” (رواه البخاري ومسلم)
- كان النبي (صلى الله عليه وسلم) يُكثر من الصيام في شعبان، ويشجع على الإكثار من العبادة، كون شعبان هو شهر يتم فيه رفع الأعمال إلى الله.
أحب الأعمال إلى النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)
- كان النبي (صلى الله عليه وسلم) يحب الأعمال التي تعزز الإيمان والتقوى. من الأعمال المحبوبة لديه: الصلاة في وقتها، الإحسان إلى الناس، والذكر المستمر لله، وصلة الرحم.
- كان النبي (صلى الله عليه وسلم) يشجع الأعمال التي تعزز الأخلاق الإسلامية وتساهم في منفعة الناس، مثل الصدقة، والأمانة، والعفو.