عبد الله أبو زيد القيرواني
عبد الله أبو محمد بن عبد الرحمن أبي زيد القيرواني، وُلد في عام 310 هـ بمدينة القيروان، تونس. يُعتبر واحدًا من أبرز الفقهاء والعلماء في المغرب العربي، وقد عُرف بلقب “مالك الأصغر” نظرًا لإمامته للمذهب المالكي، الذي يُعد أحد المذاهب السنية الأربعة في الإسلام. توفي أبو زيد القيرواني في عام 386 هـ عن عمر ناهز 76 عامًا، ودفن في منزله بالقيروان. في هذا المقال، سنسلط الضوء على شخصية أبي زيد القيرواني ودوره العلمي.
شيوخ وتلاميذ أبي زيد القيرواني
تلقى القيرواني تعليمه على يد العديد من علماء عصره البارزين، مثل محمد بن مسرور الحجام، والعسال، وأبو سعيد بن الأعرابي، ومحمد بن الفتح. وقد أصبح له سمعة عظيمة، مما جعل الطلاب يتوجهون إلى القيروان للدراسة تحت إشرافه والاستفادة من علمه الغزير. من بين أشهر تلاميذه كان أبو القاسم خلف بن أبي القاسم الأزدي المعروف بالبرادعي، الذي ألف “كتاب التهذيب” وارتبط بمذهب الإمام مالك. أيضًا، كان هناك أبو بكر أحمد القيرواني، الذي عُرف بشيخ فقهاء القيروان في عصره، وكذلك مجموعة من طلبة العلم من الأندلس مثل أبي عبد الله محمد بن يحيى التميمي، وأبو بكر محمد بن وهب القرطبي المعروف بالمقبري.
مكانة أبي زيد القيرواني
يُعتبر أبو زيد القيرواني من كبار فقهاء المذهب المالكي وقد كان إمامًا للمذهب في عصره. يتميّز بقدرته الفائقة على الحفظ وفصاحة لسانه، حيث كان جامعاً ومفسراً لآراء الإمام مالك. نال العديد من الإشادات من العلماء بسمعته العلمية الرفيعة، إذ وصفه البعض بأنه كان إمام المالكية وقدوتهم، وأنه من المساهمين في نشر المذهب. فقد قال عنه الحجوي في كتابه “الفكر السامي”: “يعتبر من الطبقة العالية من المؤلفين، ومؤهلاً لتجديد أمر الدين في كل مائة سنة”.
مؤلفات أبي زيد القيرواني
ألف القيرواني العديد من الكتب والرسائل في مجالات متنوعة، مثل الفقه وأصول التوحيد، فضلاً عن موضوعات أخرى تتعلق بالرد على المخالفين للسنة. وتُقدر مؤلفاته بحوالي أربعين مصنفاً، تشمل:
- الكتب، ومن أهمها:
- الرسالة.
- تهذيب العتيبية.
- الاقتداء بأهل المدينة.
- تفسير أوقات الصلاة.
- فضل قيام رمضان والاعتكاف.
- النوادر والزيادات.
- الرسائل، من بينها:
- رسالة إعطاء القرابة من الزكاة.
- في أصول التوحيد.
- إلى أهل سجلماسة في تلاوة القرآن.
- في النهي عن الجدل.
- في الرد على القدرية ومعارضة رسالة البغدادي المعتزلي.
- الموعظة الحسنة لأهل الصدق.
- مؤلفات أخرى لا تزال موجودة كنسخ مخطوطة في المكتبات الأوروبية والمغربية والتركية.